عندما يحكم القضاء اليمني على إرهابي مجزرة السبعين
بأربع سنوات سجن، كأحكام مخففة، وفي الوقت نفسه يحكم على 99 جندياً وضابطاً من
الحرس الجمهوري سابقاً بأحكام متشددة بين سبع وتسع سنوات سجن وكأنهم أخطر من
القاعدة! عندها كيف تتوقعون أن تكون معنويات أفراد الجيش اليمني؟
(ألا
ينبغي ان نسال أنفسنا ما الذي يجعل 14 جندياً يخبأون أسلحتهم ويخفون هوياتهم وهم
منفذو القانون وحماته وممثلو الدولة بينما مرافق أصغر صعلوك أو شيخ يمشي في قلب
العاصمة متباهياً بحمل سلاحه؟)
عندما يشعر الجندي المنتمي إلى واحدت الحرس
الجمهوري أو القوات الخاصة أنه هدف للنظام الذي يحميه قبل أن يكون هدفاً للقاعدة. أنا معني بالجنود خاصة وأن الأمر ونظرة الارتياب والتشكيك استمرت حتى بعد إقالة أقرباء صالح من مواقعهم العسكرية.
عندما يحاكم الجنود الذين حاولوا اقتحام وزارة
الدفاع وفشلوا، بينما لا يحاكم، بل يكافئ زملاءهم الجنود الذين اقتحموا بالفعل
وزارة الداخلية، ونجحوا.
عندما يتم تفريق وحدات المشاة الجبلي الأعلى تدريبا
وقدرة قتالية، بين المعسكرات والألوية ويفرقون لأنهم رفضوا قرارات القيادة
العسكرية بالتنازل عن دماء زملائهم الذين قتلوا غدرا، بينما يكافئ زملاءهم في
اللواء الرابع التابع للفرقة سابقا نظموا احتجاجات على قائد اللواء محمد خليل،
بإقالته والاستجابة لمطالبهم.
يستغرب اليمنيون كيف يبطش تنظيم القاعدة بوحدات
الجيش اليمني بسهولة شديدة ويقتلونهم دون عناء وجهد. عجيب.
يا سادة:
عندما يشعر قطاع واسع من الجيش اليمني، هو الأكفأ،
أن رئيس الجمهورية وقيادة الجيش اليمني تتعامل معهم بانتقامية وتستهدفهم بنفس
القدر الذي يستهدفهم تنظيم القاعدة وأسوأ، عندها لا تسستغربوا من شيء، فالانهيار
مسألة وقت لا أكثر.
____________________________________________
مقال نشرته قبل عام ما عدا الفقرة المقوسة ويتوجب
التذكير به مع مراعاة أن الكثيرين ممن دافعوا ببسالة عن هادي ووزير الدفاع وقتها
موقفهم الآن على النقيض بسبب ما جرى في عمران لأنهم لا يقيمون الأمور بناء على
مصلحة الوطن، ولا يقيمون الأشخاص بناء على أدائهم، وكفاءته من عدمه، وإنما بناء
على مصالحهم ومدى تأثرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق