كانوا أربعة يا عبد الإله حيدر.اختبئوا تحت دسك التمريض بجوار غرفة العناية المركزة
وهم كالتالي:
1- رينو ماثيو ممرضة العناية المركزة الهندية الشابة
2- ادوارد ممرض قسم الطوارئ الفليبيني
3- عثمان البخيتي عامل النظافة
4- الممرضة عايدة
هانزل ارورا ودورة مياه قسم الطوارئ حيث قتلن بشناعة |
كانوا مختبئين بذكاء لدرجة يصعب على القاتل رؤيتهم.
لكن كان ادوارد مصاباً وما إن شاهد من تحت الدسك الإرهابي، وهو يصعد مرتديا اللباس
العسكري حتى اعتقد انه جاء من أجل حمايتهم، فأخرج يده ونصف جسمه وهتف بفرحة طالباً
منه المساعدة، فوجه الإرهابي سلاحه وقتله حتى قبل أن يخرج جسمه كله هو ورينو وعامل
النظافة البخيتي، بينما أصيبت الممرضة عايدة ولم تقتل.
إنها الآن تتلقى العلاج في الأردن. وهي التي روت حقيقة ما جرى لها ولرفاقها الثلاثة. لا
المصدر المسئول في وزارة الدفاع ولا ملاك وحي القاعدة.
إدوارد |
رينو مايثو |
جثمان الممرضة الهندية |
فجعتُ بما كتبه عبد الإله حيدر حول جريمة العرضي.لم
أعرف عبد الإله شخصياً. فقط قرأت له أبحاث ومقالات قديمة. وصعقتُ منذ الفقرات الأولى.
كان عبد الإله في السابق حتى وهو يدافع عن القاعدة يفعل بذكاء ويستند عادة إلى عشرات
المراجع، بمنهجية بحثية، بينما هو في مقاله الأخير، يستند إلى روايات عجيبة، ويمتدح
أشنع جريمة في تاريخ اليمن حتى دون مواربة أو أي تحايل لغوي. إنها شيء أعجز عن وصفه.
وكم أنا حزين لهذا المآل الذي انتهى إليه.
______________________________
أي خبراء ألمان وأمريكان عسكريين يا عبد الإله؟
كأنك تقصد مدير المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي الـgiz د/"ميشائيل نيبلونج"
الخبير الألماني الذي جاء إلى اليمن حاملاً معه مساعدات إنسانية بأكثر من 85 مليون
يورو سنوياً ومشاريع تنموية في المياه والصرف الصحي وإدارة المخلفات الصلبة والصحة
وتنظيم الأسرة، والتعليم الأساسي والإصلاح الاقتصادي، وبناء القدرات المؤسسية، وعاد
إلى وطنه جثة في تابوت طائرة!
شاهد صورته بالزي اليمني التقليدي ربما تستيقظ يمنيتك
_______________________________
أي مشروع وأي ثورة يا عبدالإله؟
هؤلاء مشاريع حياة ومن دافعت عنهم مشاريع قتل!
لا تقل لي إنك تقصد الدكتور كاي مدير مشروع الصحة الألماني
الذي كان يتنقل بين قرى اليمن من أجل تحسين الوضع الصحي البائس في بلد غارق في الفقر
والجهل والأمية، والآن ها هو غارق في الحروب الجاهليةالمقدسة من دماج إلى حاشد وليس
انتهاء بأرحب والتشظي جنوباً والاحتراب شمالاً.
وما جدوى الرد على جزئيات والخلاف في الجوهر؟
___________________________________
هل يفيد لو أكدت لك إن مرتكب مذبحة مستشفى العرضي، لم
يكن شخصاً أو مهاجماً واحداً كما أدعى بيان القاعدة، وإنما مهاجمان، كما سمعت من عشرات
الشهود من أطباء وممرضين وعمال ممن رأوهما بأعينهم وبعضهم ما يزال مصاباً أو من الذين
قدر له النجاة فاختبئوا في غرفة التصوير المقطعي وكان عددهم 13، أو ممن اختبئوا في
ثلاجة الموتى، أو ممن اختبئوا في البدروم، وكان عددهم 21 عاملاً مع طبيبتين روسيتين!
الأول ذهب باتجاه المختبر والمبنى رقم 4 ثم عاد إلى
الحوش حيث وقع الانفجار وقتل هناك. أما المهاجم الآخر فقد دخل من بوابة الاستقبال قتل
من في قسم الطوارئ ودورة المياه، ثم صعد إلى الطابق الثاني وقتل كل من لقيه في طريقه.
وبحلول العاشرة والنصف كانت هناك جثتان: القحطاني في الحوش.
هذه صورة القحطاني في الحوش
http://mohamedalabsi.blogspot.com/2013/12/blog-post_3098.html
هذه صورة القحطاني في الحوش
http://mohamedalabsi.blogspot.com/2013/12/blog-post_3098.html
بينما قتل الآخر في الدور الثالث حيث تحصن فيه وقتل
2 من أفراد اللواء 314 حرس حماية رئاسي عند الهجوم على الطابق الثالث، الذي لم يكن
فيه أحد بعد هروب عمال البناء الى البدروم مع الدكتورة الروسية لورا وممرضة روسية أخرى.
__________________________________
هم لم يقتلوا خبراء عسكريين ولا هم يحزنون.
بل قتلوا أطباء ومرضى ببشاعة. لقد لاحق أحد القتلة زوجة
القاضي عبد الجليل النعمان بمنتهى الإصرار والترصد. وعندما أنهكت جلست، وقامت بتغطية
وجهها بذراعيها. دفنت وذراعيها متشنجتان من تصلبهما إثر وفاتها!
لقد قتلوا عثمان البخيتي عامل النظافة "المولد"
المسكين والودود. أخته تعمل نادلة في شركة MTN يروي لي صديق كيف انكسرت وفقدت حيويتها، ولم تعد
تلك التي يعرفونها. وما إن يذكر شقيقها حتى تنهار باكية!
قالت أخته إنه متزوج له عشر سنين ولم ينجب أولاداً،
فيما يقطن وزوجته منزلاً بالإيجار، وقد كان مسروراً بحصوله على وظيفة في مستشفى العرضي(كعامل
نظافة) قبل ستة أعوام.. وتفاصيل أخرى في حينه.
________________________________
قتلوا بسام الصلوي موظف بالمؤسسة الاقتصادية أثناء مروره
بالمصادفة. ذلك الشاب الوسيم والضاخ بالحياة الذي غادر مكتبه من أجل تناول وجبة الإفطار.
بسام الصلوي |
الحصباني |
قتلوا مريضا يمنيا على سرير العمليات تجرى له عملية
فتق وكان نصف مخدر.
هذه صورة السرير الذي قتل عليه، وهذا كل ما تبقى منه:
لطخة دماء وشربة ماء في قاع القارورة المعدنية حدة. لم يتركه القاتل الوغد يتم شربها.
_________________________________________
د/فالانزويلا |
قالت زوجته د/ هيلين فالانزويلا: "أشعر أنني في
موطني، في كل مكان أذهب إليه وأجمل سنوات حياتنا قضيناها باليمن سوية". وبخلاف
من دافعت عنهم لم تعمم أو تنظر لليمنيين جميعاً كقتلة. قالت: "لقد كان سعيداً
للغاية فنحن أحببنا اليمن واليمنيين، ولم نفكر في العودة إلى الفلبين لأننا نحب اليمنيين
ولا ألومهم على ما لم يرتكبوه".
ما أعظم هذه المرأة. اقرأ مقابلتها إن أردت التزود بقيم
حب الوطن
_________________________________
والآن حاول أن تتخيل هذا المشهد الشنيع للحظات:
ثلاث ممرضات مختبئات معاً في حمام الطوارئ، بالطابق
الأرضي الذي لا يتعدى متراً في متر ونصف.
2- اورورا ممرضة
عيادة الأنف والأذن والحنجرة فليبينيه
3- هايزل ممرضة طوارئ فليبينية.
اختبأن في أقرب مكان من غرفة الطوارئ. الحمام. ومن شدة
هلعهن لم يغلقن الباب الخشبي سهل الكسر. ركل "المجاهد" المغوار الباب بقدمه
وأمطر عليهن زخة رصاص.
هايزل |
ومضى ببرود غير بشري.
شق طريقه إلى لطابق الثاني كما يظهر فيديو كاميرا المراقبة.
يمكنك إن أردت اختبار مشاعرك مشاهدة صور الحمام بنقرة
على هذا الرابط:
____________________________________
أنت لم تقدم معلومات جديدة مع الأسف كما ذكرت. بل دعني
أنا أقول معلومات لم تروها الصحافة، ولم تسمعها أنت، وكنت أدخرها لفيلم وثائقي إنساني
أعمل عليه بصمت حتى استثارني مقالك.
د السلفي وزوجته شيرين |
من اليسار مختار نعمان.شيرين.د جميلة. انا.محمد السلفي.الممرضه (حية) |
__________________________________________
لقد قتلوا علي الحربي سائق مدير الجي آي زد.
علي الحربي |
كان صائماً، قال لي نجله الأكبر ماجد ويضيف: عند الانفجار
اتصلت به والدته من أجل الاطمئنان عليه في العاشرة صباحاً. قال لها إنه بشارع حدة واني
بعيد عن الانفجار. ويضيف بحرقة: "ولم نتخيل أنا أو والدتي أو إخوتي، بان أبي قد
يذهب إلى هناك وأنه كان هناك".
ويضيف ماجد الحربي:
"حتى الساعة 2 ظهرا عندما اتصلت عندما اتصلت الوالدة
على تلفون أبي ورد عليها شخص من الهلال الأحمر اشكره جزيل الشكر على ما فعله ذلك انه قال لوالدتي بان هذا التلفون
صاحبه أضاعه ولم يقل لها بأنه قتل، وطلب الحديث مع أحد أبناءه. فأخذت الوالدة التلفون
وأعطته لأخي فقال له أنا ابن صاحب التلفون، فإذا بالخبر الذي صعق كل فرد في الأسرة":
"أبوك قتل وهو الآن في المستشفى العسكري"
لم يستطع ماجد إكمال الجملة، وأوشك على البكاء طالباً
مني معذرته عن عدم القدرة على الحديث.
__________________________________
لقد قتلوا غالب اليوسفي فني التكييف ووالد 5 أطفال.
لم يكن يحمل في يده زر قصف الطائرات من دون طيار؛ عندما أطلق الإرهابي عليه رصاصتان
بالرأس.
لقد كان أقصى وأكثر ما تستخدمه يداه: البانة والدسميس.
إنه فني تكييف،
الشهيد غالب اليوسفي |
يعمل غالب في دائرة الأشغال العسكرية منذ ثمان سنوات.
أسرته في قريته بمحافظة تعز لأن التزاماته الأسرية الكبيرة وراتبه الشهري المحدود،
حالا دون قدرته على استأجر شقة في صنعاء له ولأسرته فاضطر إلى العيش بعيداً عن أسرته
وأبنائه وسكن غرفة داخل مبنى دائرة الأشغال العسكرية حيث يعمل بمعدل 14 ساعة في اليوم
كما يصف رئيسه في العمل.
أهذا طريقهم إلى الجنة؟
_______________________________
حتى الدائرة المالية التي أدعيت إنها أحرقت من روى لك
ذلك كذب عليك. هذه صورة من داخل الدائرة المالية لوزارة الدفاع التقطت في ثاني يوم
من الجريمة. والشهيد الوحيد هو هشام عبدالله سعيد الشيباني قتل بشظايا الانفجار
____________________________
أما قصة مقر الطائرات من دون طيار فلا وجود له، أو إنهم
لم يعثروا عليه إن وجد في وزارة الدفاع، ولذلك فقد كتبوا على جدار مكتب القائد الأعلى
القديم المحاذي للدائرة المالية عبارة يائس: "هذا ما فعل الطيران الأمريكي".
الصورة التي نشرتها في اليوم الثاني وكذبها العديد من
المعلقين
_______________________________________
هل تريد المزيد؟
أنا لا طاقة لي على مجادلتك أكثر حقيقة.
وما كنت لأكتب ما كتب لولا الصديق كمال شرف ورده الرائع
عليك. كمال صديق طفولتك الذي اعتقلتما معاً الرسام والإنسان السوي الذي قل نظيره في
اليمن.
إنما إن أردت امتحان أحساسيك كإنسان أولاً وصحفي ثانياً
سوف تجد هنا قائمة بأسماء وصفات وصور 56 شهيداً. حدق في صورهم ملياً.
_________________________________
هؤلاء من أعرفهم، واثق بأنهم شهداء. أما المئات من العسكريين
الذين تدعي إنهم قتلوا، فلا أدري هل زيادة العدد مبعث بهجة وسرور حتى نحتفل، أو نوزع
الفشار (التنفاش) أم أنها جريمة وحشية؟
بالمناسبة الملازم ثاني الحاضري جاء لاستلام راتبه.
هو قريب لسيف الحاضري. لم يكن في وضع قتالي. ومثله أيضاً الملازم الصوفي بالإضافة إلى
العقيد حمود السخي الذي كان مريضاً يخضع للعلاج.
_______________________________
ولا أجد ما أقوله لك سوى عنوان مقال كمال شرف الحرية
لعبد الإله حيدر فأنت الآن معتقل أكثر من أي وقت مضى.
بالتزامن مع موقع المشهد اليمني
هناك 3 تعليقات:
ابكيتني يا محمد
سام الغباري
والبكاء عليهم قليل يا صديقي
حسبنا الله ونعم الوكيل
الارهاب لادين لة
قاتلهم الله.
إرسال تعليق