تتعرض الحقوقية والكاتبة المعروفة رضية المتوكل وزوجها الحقوقي عبدالرشيد
الفقيه لحملة تحريض واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. وقبل أيام نشرت رضية في صفحتها على فيسبوك 15 صورة لبوستات وتعليقات
لحوثيين يتهجمون عليها ويصفونها بأقذر وأشنع عبارات الشتم والوعيد ويتهكمون من
تقريرها بعبارات خادشة وقلما تقال لامرأة في مجتمع محافظ كـ"الكلسونات أي
الملابس الداخلية للنساء" فضلاً عن اتهامها بالعمالة للخارج والاتجار بالدم
والنيل من والده ووصفه بابن الشغالة. بل أن أوقحها تحميلها المسئولية عن ضحايا
الحادث الإرهابي الذي راح ضحيته 56 شهيد عندما فجر إرهابي
نفسه أمام حاجز تفتيش لتجمع حوثي.
نفسه أمام حاجز تفتيش لتجمع حوثي.
وكتبت رضية تعليقاً على الصور سطرين فقط: (الحاضن الأخلاقي لجماعة الحوثي في شبكات التواصل الاجتماعي).. صورة لعبد الملك الحوثي مع التأكيد ان ذلك ليس سوى غيض من فيض.
وتعد رضية من أبرز الحقوقيين والكتاب المؤثرين في اليمن، وكانت عضواً سابقاً في اللجنة الفنية التحضيرية للحوار الوطني، التي سبقت وأعدت لمؤتمر الحوار، وقد استقالت هي وزميلها ماجد المذحجي على إثر تجاوزات خطيرة في مسار التحضير لمؤتمر الحوار حذرا منها في رسالة استقالتهما، وبخاصة تأجيل تنفيذ النقاط العشرين وتحويلها من قرارات مهيئة للحوار إلى مخرجات مستقبلية في علم الغيب، وإمكانية تنفيذها على أرض الواقع مستبعدة، وقد تبين لاحقاً صحة وصوابية رؤيتهما.
إلى جانب ذلك ترأس رضية وزوجها منظمة مواطنة لحقوق الإنسان. وقد عملا على إعداد تقارير استقصائية مهمة للغاية خلال الشهرين الأخيرين حول النزاع المسلح واجتياح مليشيات الحوثي لصنعاء والانتهاكات التي حدثت سواء من قبل مليشيات الحوثي او الجيش، وما تلى ذلك من احتلال الحوثيين للمدارس وتخزين الدبابات المنهوبة من معسكرات الجيش في إحدى المدارس التعليمية في منطقة شملان. لكن أكثر ما أغاظ وأثار حفيظة متعصبي ونشطاء الحوثي على فيسبوك هو تقرير حقوقي ميداني كتبته رضية رصدت فيه عدداً من المنازل الواقعة في مناطق النزاع المسلحة، وقد نشرته حينها في المدونة هنا، تحت عنوان (حصالة عفاف .. وبيوت في مرمى الاشتباكات).
إلى جانب ذلك ترأس رضية وزوجها منظمة مواطنة لحقوق الإنسان. وقد عملا على إعداد تقارير استقصائية مهمة للغاية خلال الشهرين الأخيرين حول النزاع المسلح واجتياح مليشيات الحوثي لصنعاء والانتهاكات التي حدثت سواء من قبل مليشيات الحوثي او الجيش، وما تلى ذلك من احتلال الحوثيين للمدارس وتخزين الدبابات المنهوبة من معسكرات الجيش في إحدى المدارس التعليمية في منطقة شملان. لكن أكثر ما أغاظ وأثار حفيظة متعصبي ونشطاء الحوثي على فيسبوك هو تقرير حقوقي ميداني كتبته رضية رصدت فيه عدداً من المنازل الواقعة في مناطق النزاع المسلحة، وقد نشرته حينها في المدونة هنا، تحت عنوان (حصالة عفاف .. وبيوت في مرمى الاشتباكات).
وعفاف هي طفلة أحد ملاك المنازل التي تعرضت التخريب والاقتحام أثناء الحرب التي لم تدم سوى ثلاثة أيام. لاحظوا أن معظم الذين هاجموا وشتموا رضية في الصور أدناه ركزوا كثيراً وكرروا عبارة (الحصالة)، بل إن القائد العسكري لمليشيا الحوثي أبو علي الحاكم أرسل 5000 ريال (25 دولار) من باب السخرية إلى منزل رضية تعويضا عن المبلغ الذي قالت انه سرق من حصالة عفاف حسبما كتب صحفي في الجماعة.. لكن المفجع، وما يثير الضحك والشفقة معاً، أن رضية في تقريرها أشارت إلى أن المبلغ الذي سرق من حصالة عفاف وقع في منزل اقتحمته قوات الفرقة اولى مدرع قبل سقوطها في قبضة الحوثيين. مما يعني أن كل هؤلاء الشتامين، وأضعافهم، لم يكلفوا أنفسهم عناء قراءة التقرير جازمين، مسبقاً، أنه ضدهم مما يعزز ويؤكد فكرة القطيع لدى الجماعات الدينية إجمالاً.
لكن أكثر ما يستفز ناشطي الحوثي من رضية، حسبما اعتقاد الكثيرين، أنها تنتمي إلى واحدة من أعرق الأسر الهاشمية (المتوكل) وهو لقب آخر اسرة حكمت اليمن في الحكم الإمامي الذي أطاحت به ثورة 26 سبتمبر، إلى جانب أنها ابنة الدكتور محمد عبدالملك المتوكل السياسي البارز والمعارض السابق والأمين العام المساعد لحزب اتحاد القوى الشعبية. ومعروف أن أعداد كبيرة من الاسر الهاشمية انضمت إلى الحوثيين أو متعاطفة معهم، بعد كانت تلك تهمة النظام السابق الذي كان ينظر بارتياب إلى معظم الهاشمين أثناء حروب صعدة (2004-2010).
لست بحاجة للقول إن انتماء رضية الإنساني أقوى من أي انتماء سلالي أو مذهبي أو مناطقي. وهي خير مثال على الفرد المستقل بآرائه، والمتعافي من أي عصبية.
تضامني مع العزيزين رضية وعبدالرشيد ونحمل الجماعة والحكومة (او ما تبقى منها) مسئولية أي اعتداء قد يتعرضان له.
هنا الصور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق